كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



504- الحَدِيث الْخَامِس عشر:
رُوِيَ أَن الْأَنْصَار لما أَسْلمُوا وَبَايَعُوا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرقت قُرَيْش أَن يَتَفَاقَم أمره فَاجْتمعُوا فِي دَار الندوة مُتَشَاوِرِينَ فِي أمره فَدخل عَلَيْهِم إِبْلِيس فِي صُورَة شيخ وَقَالَ أَنا شيخ من نجد مَا أَنا من تهَامَة دخلت مَكَّة فَسمِعت بِاجْتِمَاعِكُمْ فَأَرَدْت أَن أحْضركُم وَلنْ تَعْدَمُوا مني رَأيا وَنصحا فَقَالَ أَبُو البخْترِي إِن تَحْبِسُوهُ فِي بَيت وتشدوا وثَاقه وتسدوا عَلَيْهِ بَابه غير كوَّة تلقونَ إِلَيْهِ طَعَامه وَشَرَابه مِنْهَا وتتربصوا بِهِ ريب الْمنون فَقَالَ إِبْلِيس بئس الرَّأْي يأتيكم من يُقَاتِلكُمْ من قومه وَيُخَلِّصهُ من أَيْدِيكُم فَقَالَ هِشَام بن عَمْرو رَأْيِي أَن تَحملُوهُ عَلَى جمل وتخرجوه من بَين أظْهركُم فَلَا يضركم مَا صنع وَاسْتَرَحْتُمْ فَقَالَ إِبْلِيس بئس الرَّأْي يفْسد قوما غَيْركُمْ ويقاتلكم بهم فَقَالَ أَبُو جهل رَأْيِي أَن تَأْخُذُوا من كل بطن غُلَاما وتعطوه سَيْفا صَارِمًا فَيَضْرِبُوهُ ضَرْبَة رجل وَاحِد فَيَتَفَرَّق دَمه فِي الْقَبَائِل فَلَا يُقَوي بَنو هَاشم عَلَى حَرْب قُرَيْش كلهم فَإِذا طلبُوا الْعقل عَقَلْنَاهُ وَاسْتَرَحْنَا فَقَالَ الشَّيْخ صدق هَذَا الْفَتَى هُوَ أَجودكُم رَأيا فَتَفَرَّقُوا عَلَى رَأْي أبي جهل مُجْتَمعين عَلَى قَتله فَأخْبر جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأمره أَلا يبيت فِي مضجعه وَأذن الله لَهُ فِي الْهِجْرَة فَأمر عليا فَنَامَ فِي مضجعه وَقَالَ لَهُ «اتَّشَحَ ببردتي فَإِنَّهُ لن يخلص إِلَيْك أَمر تكرههُ» وَبَاتُوا مُتَرَصِّدِينَ فَلَمَّا أَصْبحُوا ثَارُوا إِلَى مضجعه فَأَبْصرُوا عليا فَبُهِتُوا وَاقْتَصُّوا أَثَره فَأبْطل الله مَكْرهمْ وَخيَّب الله سَعْيهمْ.
قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْفَصْل السَّادِس عشر وَابْن هِشَام فِي سيرته والطبري فِي تَفْسِيره كلهم من طَرِيق ابْن إِسْحَاق حَدثنِي عبد الله ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما اجْتمعت قُرَيْش فِي دَار الندوة وَتَشَاوَرُوا فِي أَمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَرَضَهُمْ إِبْلِيس فِي هَيْئَة شيخ فَوقف عَلَى بَاب الدَّار فَقَالُوا لَهُ من أَنْت قَالَ شيخ من أهل نجد سَمِعت بِالَّذِي اجْتَمَعْتُمْ لَهُ فَأَرَدْت أَن أحْضركُم وَعَسَى أَن لَا تَعْدَمُوا مني رَأيا وَنصحا فَقَالُوا لَهُ ادخل فَدخل مَعَهم وَقد اجْتمع أَشْرَاف قُرَيْش عتبَة وَشَيْبَة أَبنَاء ربيعَة وَأَبُو سُفْيَان وَأَبُو جهل وَطعيمَة بن عدي وَجبير بن مطعم والْحَارث بن عَامر وَالنضْر بن الْحَارِث أَبُو البخْترِي وَزَمعَة بن الْأسود وَحَكِيم بن حزَام وَأُميَّة بن خلف فِي آخَرين لَا يُحصونَ فَقَالَ بَعضهم لبَعض إِن هَذَا الرجل قد كَانَ من أمره مَا قد رَأَيْتُمْ وَإِنَّا وَالله لَا نَأْمَنهُ من الْوُثُوب علينا فَأَجْمعُوا فِيهِ رَأْيكُمْ فَقَالَ قَائِل مِنْهُم احْبِسُوهُ فِي الْحَدِيد وَأَغْلقُوا عَلَيْهِ الْبَاب ثمَّ تَرَبَّصُوا بِهِ الْمَوْت فَقَالَ إِبْلِيس بئس الرَّأْي فَلَا يُوشك أَن يثب عَلَيْكُم أَصْحَابه فينتزعوه من أَيْدِيكُم ثمَّ يكاثرونكم بِهِ حَتَّى يَغْلِبُونَكُمْ ثمَّ قَالَ آخر نخرجهُ من بِلَادنَا فَإِذا غَابَ أَصْلحنَا أمرنَا فَقَالَ إِبْلِيس وَلَا هَذَا أَيْضا رَأْي فَلَا يُوشك أَن يغلب عَلَى قوم غَيْركُمْ ثمَّ يسير بهم إِلَيْكُم فيطأكم بهم فَقَالَ أَبُو جهل إِن لي فِيهِ رَأيا مَا أَرَاكُم وَقَعْتُمْ عَلَيْهِ قَالُوا وَمَا هُوَ قَالَ أرَى أَن نَأْخُذ من كل قَبيلَة فَتى جلدا فَنُعْطِيه سَيْفا ثمَّ يَعْمِدُونَ إِلَيْهِ فَيَضْرِبُونَهُ بهَا ضَرْبَة رجل وَاحِد فَيَتَفَرَّق دَمه فِي الْقَبَائِل وَلَا تقدر بَنو عبد منَاف عَلَى حَرْب قَومهمْ جَمِيعًا فرضوا منا الْعقل فعقلناه لَهُم فَقَالَ إِبْلِيس هَذَا هُوَ الرَّأْي لَا غَيره وَتَفَرَّقُوا مُجْمِعِينَ عَلَى ذَلِك فَأَتَى جِبْرِيل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأمره أَلا يبيت عَلَى فرَاشه تِلْكَ اللَّيْلَة واجتمعوا وَقت الْعَتَمَة يَرْصُدُونَهُ مَتى ينَام فيثبون عَلَيْهِ وَأمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلّي بن أبي طَالب أَن ينَام عَلَى فرَاشه ويتشح بِبرْدِهِ الْأَخْضَر فَلَمَّا وجدوه عليا بهتُوا وَأذن الله لنَبيه عِنْد ذَلِك فِي الْهِجْرَة مُخْتَصر.
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي كتاب الْمَغَازِي فِي بَاب من هَاجر إِلَى الْحَبَشَة حَدثنَا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة قَالَ لما كثر الْمُسلمُونَ... فَذكر نَحوه.
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي ذكر الْهِجْرَة أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ حَدثنِي معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة وحَدثني ابْن أبي حَبِيبَة عَن دَاوُد بن الْحصين عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس.
505- الحَدِيث السَّادِس عشر:
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِسْلَام يجب مَا قبله».
قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَابْن هِشَام فِي سيرته فِي غَزْوَة بني قُرَيْظَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب إِسْلَام عَمْرو بن الْعَاصِ عَن ابْن إِسْحَاق حَدثنِي يزِيد بن أبي حبيب عَن رَاشد مولَى حبيب بن أبي أَوْس الثَّقَفِيّ عَن حبيب بن أبي أَوْس الثَّقَفِيّ حَدثنِي عَمْرو بن الْعَاصِ من فِيهِ إِلَيّ فِي قَالَ لما جِئْت أُرِيد الْإِسْلَام لقِيت خَالِد بن الْوَلِيد فَقلت لَهُ إِنِّي أُرِيد الْإِسْلَام فَقَالَ وَأَنا وَالله أُرِيد أَن أسلم قَالَ فَجِئْنَا إِلَى الْمَدِينَة فَتقدم خَالِد فَأسلم وَبَايع وَتَقَدَّمت أَنا فَقلت أُبَايِعك وَذكرت مَا تقدم من ذَنبي وَلَا أذكر مَا اسْتَأْخَرَ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَايع يَا عَمْرو فَإِن الْإِسْلَام يجب مَا قبله وَالْهجْرَة تجب مَا كَانَ قبلهَا» قَالَ فَبَايَعت.
وَله طَرِيق آخر عِنْد الْبَيْهَقِيّ رَوَاهُ من طَرِيق الْوَاقِدِيّ أَنا عبد الحميد بن جَعْفَر عَن أَبِيه عَن قيس بن وَسقي عَن عَمْرو بن الْعَاصِ... فَذكره.
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده من حَدِيث يزِيد بن أبي حبيب أَخْبرنِي سُوَيْد بن قيس عَن قيس بن وَسقي عَن عَمْرو بن الْعَاصِ وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن يزِيد بن أبي حبيب عَن عبد الرَّحْمَن بن شماسَة عَن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ أتيت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُبَايِعهُ فَأخذت بِيَدِهِ فَقلت أُبَايِعك عَلَى أَن يغْفر لي كل ذَنْب كَانَ فَقَالَ: «إِن الْإِسْلَام يجب مَا كَانَ قبله وَإِن الْهِجْرَة تجب مَا كَانَ قبلهَا» انْتَهَى.
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة خَالِد بن الْوَلِيد أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ حَدثنِي يَحْيَى بن الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام قَالَ سَمِعت أبي يحدث قَالَ خَالِد بن الْوَلِيد لما أَرَادَ الله بِي الْخَيْر وَوجدت فِي قلبِي حب الْإِسْلَام أَجمعت الْخُرُوج إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرت من أصَاحب فَلَقِيت عُثْمَان بن أبي طَلْحَة فَذكرت لَهُ الَّذِي أُرِيد فأسرع الْإِجَابَة وَخَرجْنَا جَمِيعًا فَلَمَّا كُنَّا بِالْهَدةِ إِذا عَمْرو بن الْعَاصِ فَرَحَّبَ بِنَا وَسَأَلنَا فَأَخْبَرنَاهُ الْخَبَر فَإِذا هُوَ يُرِيد مَا نُرِيد فاصطحبنا سبعا حَتَّى قدمنَا الْمَدِينَة أول يَوْم من صفر سنة ثَمَان فَلَمَّا اطَّلَعْنَا عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلمت عَلَيْهِ فَرد عَلّي السَّلَام بِوَجْه طلق فَأسْلمت وَشهِدت شَهَادَة الْحق وَقلت يَا رَسُول الله اسْتغْفر لي كل مَا أَوضعت فِيهِ من صد عَن سَبِيل الله فَقَالَ: «إِن الْإِسْلَام يجب مَا كَانَ قبله اللَّهُمَّ اغْفِر لخَالِد بن الْوَلِيد كل مَا أوضع فِيهِ من صد عَن سَبِيلك» قَالَ ثمَّ تقدم عَمْرو بن الْعَاصِ وَعُثْمَان ابْن طَلْحَة فَأَسْلمَا وَبَايِعًا مُخْتَصر.
وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي بِهَذَا الْإِسْنَاد والمتن وَرَوَاهُ أَيْضا بِسَنَد ابْن إِسْحَاق حَدثنِي عبد الحميد بن جَعْفَر عَن يزِيد بن أبي حبيب.
وَرَوَاهُ أَيْضا عَن الْوَاقِدِيّ بِسَنَدِهِ الْبَيْهَقِيّ.
وَرَوَاهُ أَيْضا فِي تَرْجَمَة الْمُغيرَة بن شُعْبَة أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ حَدثنِي مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن عتبَة عَن أَبِيه عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة عَن عَمه عُرْوَة بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِن الْإِسْلَام يجب مَا كَانَ قبله» مُخْتَصر من قصَّة إِسْلَام عُرْوَة.
وَرَوَاهُ أَيْضا فِي تَرْجَمَة هَبَّار بن الْأسود أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ حَدثنِي هِشَام بن عمَارَة عَن سعيد بن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه عَن جده قَالَ كنت جَالِسا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجده إِذْ طلع هَبَّار بن الْأسود فَقيل لَهُ يَا رَسُول الله هَذَا هَبَّار بن الْأسود وَأَرَادَ بعض الْقَوْم أَن يقوم إِلَيْهِ فَمَنعه فجَاء حَتَّى وقف وَقَالَ السَّلَام عَلَيْك يَا رَسُول الله أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنَّك رَسُول الله وَجعل يعْتَذر إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا كَانَ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قد عَفَوْت عَنْك وَالْإِسْلَام يجب مَا كَانَ قبله».
أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر حَدثنِي وَاقد بن أبي يَاسر عَن يزِيد بن رُومَان قَالَ قَالَ الزُّبَيْر بن الْعَوام لقد رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُطَأْطِئ رَأسه من هَبَّار بن الْأسود وَهُوَ يعْتَذر إِلَيْهِ حَيَاء مِنْهُ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قد عَفَوْت عَنْك وَالْإِسْلَام يجب مَا كَانَ قبله» مُخْتَصر.
وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي فِي غَزْوَة الْفَتْح بالسندين الْمَذْكُورين.
وَكثير من الْفُقَهَاء يَعْزُو هَذَا الحَدِيث لمُسلم وَهُوَ غلط فَإِن لفظ مُسلم «الْإِسْلَام يهدم مَا قبله» رَوَاهُ فِي كتاب الْإِيمَان فِي بَاب كَون الْإِسْلَام يهدم مَا قبله وَكَذَا الْهِجْرَة وَالْحج من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن شماسَة الْمهرِي قَالَ حَضَرنَا عَمْرو بن الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاقَة الْمَوْت يبكي طَويلا... إِلَى أَن قَالَ فَقَالَ يَعْنِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أما علمت أَن الْإِسْلَام يهدم مَا قبله وَأَن الْهِجْرَة تهدم مَا قبلهَا وَأَن الْحَج يهدم مَا قبله» مُخْتَصر.
وَكَأن الشَّيْخ محيي الدَّين رَحِمَهُ اللَّهُ لم يقف إِلَّا عَلَى لفظ مُسلم وَلم يَقع لَهُ رِوَايَة يجب فَلذَلِك غلط فِي كِتَابه تَهْذِيب الْأَسْمَاء الْفُقَهَاء الَّذين يذكرُونَهُ بِلَفْظ يجب وَذكر لفظ مُسلم ثمَّ قَالَ وَقد رُوِيَ يحت بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالتَّاء الْمُثَنَّاة وَعَزاهُ لكتاب الْأَنْسَاب للزُّبَيْرِ بن بكار وَيُرَاجع كَلَامه.
506- الحَدِيث السَّابِع عشر:
عَن عُثْمَان وجُبَير بن مطعم أَنَّهُمَا قَالَا يَا رَسُول الله هَؤُلَاءِ إخْوَتك بَنو هَاشم لَا يُنكر فَضلهمْ لِمَكَانِك الَّذِي جعلك الله مِنْهُم أَرَأَيْت إِخْوَاننَا بني عبد الْمطلب أَعطيتهم وَحَرَمْتنَا وَإِنَّمَا نَحن وهم بِمَنْزِلَة وَاحِدَة فَقَالَ عَلَيْهِ السلام: «إِنَّهُم لم يُفَارِقُونِي فِي جَاهِلِيَّة وَلَا إِسْلَام إِنَّمَا هم بَنو هَاشم وَبَنُو الْمطلب شَيْء وَاحِد» وَشَبك بَين أَصَابِعه.
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي كتاب الْخراج وَالنَّسَائِيّ فِي كتاب قسم الْفَيْء وَابْن ماجة فِي الْجِهَاد كلهم من حَدِيث سعيد بن الْمسيب عَن جُبَير بن مطعم قَالَ لما قسم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سهم ذَوي الْقُرْبَى من خَيْبَر بَين بني هَاشم وَبني الْمطلب جِئْت أَنا وَعُثْمَان فَقُلْنَا يَا رَسُول الله هَؤُلَاءِ بَنو هَاشم لَا يُنكر فَضلهمْ لِمَكَانِك مِنْهُم إِخْوَاننَا من بني الْمطلب أَعطيتهم وَتَرَكتنَا وَإِنَّمَا نَحن وهم مِنْك بِمَنْزِلَة وَاحِدَة قَالَ: «إِنَّهُم لم يُفَارِقُونِي فِي جَاهِلِيَّة وَلَا إِسْلَام وَإِنَّمَا بَنو هَاشم وَبَنُو الْمطلب شَيْء وَاحِد» ثمَّ شَبكَ بَين أَصَابِعه انْتَهَى.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ بعضه.
وَلم يحسن الطَّيِّبِيّ إِذْ عزا هَذَا الحَدِيث للْبُخَارِيّ فَإِن قَوْله: «لم يُفَارِقُونِي» إِلَى آخِره لَيْسَ فِي البُخَارِيّ.
507- الحَدِيث الثَّامِن عشر:
عَن أبي الْعَالِيَة قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذ الْخمس فَيضْرب بِيَدِهِ فِيهِ فَيَأْخُذ مِنْهُ قَبْضَة فيجعلها للكعبة وَهُوَ سهم الله ثمَّ يقسم مَا بَقِي عَلَى خَمْسَة.
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل من حَدِيث الرّبيع بن أنس عَن أبي الْعَالِيَة قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا أَتَى بِالْغَنِيمَةِ قسمهَا عَلَى خَمْسَة أَقسَام ثمَّ يقبض بِيَدِهِ قَبْضَة من الْخمس أجمع ثمَّ يَقُول: «هَذَا للكعبة» ثمَّ يَقُول: «لَا تجْعَلُوا لله نَصِيبا فَإِن لله الْآخِرَة وَالدُّنْيَا» ثمَّ يَأْخُذ سَهْما لنَفسِهِ وَسَهْما لِذَوي الْقُرْبَى وَسَهْما لِلْيَتَامَى وَسَهْما للْمَسَاكِين وَسَهْما لِابْنِ السَّبِيل انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَبُو كريب ثَنَا وَكِيع ثَنَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ عَن الرّبيع بن أنس عَن أبي الْعَالِيَة الريَاحي قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتِي بِالْغَنِيمَةِ فَيقسمهَا عَلَى خَمْسَة فَتكون أَرْبَعَة أَخْمَاس لمن شَهِدَهَا ثمَّ يَأْخُذ الْخمس فَيضْرب بِيَدِهِ فِيهِ فَيَأْخُذ الَّذِي قبض كَفه فَيَجْعَلهُ للكعبة وَهُوَ سهم الله ثمَّ يقسم مَا بَقِي عَلَى خَمْسَة أسْهم فَيكون سهم للرسول وَسَهْم لِذَوي الْقُرْبَى وَسَهْم لِلْيَتَامَى وَسَهْم للْمَسَاكِين وَسَهْم لِابْنِ السَّبِيل انْتَهَى.
وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب الْأَمْوَال ثَنَا حجاج عَن أبي جَعْفَر الرَّازِيّ بِهِ.
508- قَوْله: عَن ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ لقد قللُوا فِي أَعيننَا حَتَّى قلت لرجل إِلَى جَنْبي أَترَاهُم سبعين قَالَ أَرَاهُم مائَة فَأَسَرْنَا رجلا مِنْهُم فَسَأَلْنَاهُ فَقَالَ كُنَّا ألفا.
قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا عَمْرو بن مُحَمَّد وَيَحْيَى بن آدم قَالَا ثَنَا إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق السبيعِي عَن أبي عُبَيْدَة عَن عبد الله ابْن مَسْعُود... فَذكره.
وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره.
509- الحَدِيث التَّاسِع عشر:
فِي الحَدِيث: «نصرت بالصبا وأهلكت عَاد بالدبور».
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي مَوَاضِع وَمُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نصرت بالصبا وأهلكت عَاد بالدبور».
510- الحَدِيث الْعشْرُونَ:
«مَا رئي إِبْلِيس يَوْمًا أَصْغَر وَلَا أَدْحَر وَلَا أَغيظ من يَوْم عَرَفَة لما يرَى من نزُول الرَّحْمَة إِلَّا يَوْم بدر».
قلت رَوَاهُ مَالك فِي موطئِهِ فِي آخر كتاب الْحَج مَالك عَن إِبْرَاهِيم بن أبي عبلة عَن طَلْحَة بن عبيد الله بن كريز أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا رئي الشَّيْطَان يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَر وَلَا أَدْحَر وَلَا أَحْقَر وَلَا أَغيظ مِنْهُ يَوْم عَرَفَة لما يرَى من تَنْزِيل الرَّحْمَة وَتجَاوز الله عَن الذُّنُوب الْعِظَام إِلَّا مَا رَأَى يَوْم بدر» قيل وَمَا رَأَى يَوْم بدر قَالَ: «أما أَنه قد رَأَى جِبْرِيل يَزع الْمَلَائِكَة» انْتَهَى.
وَمن طَرِيق مَالك رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْحَج ثمَّ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس وَالْعِشْرين وَكَذَلِكَ الطَّبَرِيّ ثمَّ الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ فِي تفاسيرهم وَهُوَ مُرْسل صَحِيح وَإِبْرَاهِيم بن أبي عبلة مَعْدُود فِي ثِقَات التَّابِعين سمع أنس بن مَالك وَغَيره وَطَلْحَة بن عبيد الله بن كريز أَيْضا تَابِعِيّ ثِقَة وكريز.
بِفَتْح الْكَاف فِي خُزَاعَة وَبِضَمِّهَا فِي قُرَيْش قَالَ البُخَارِيّ طَلْحَة بن عبيد الله بن كريز الْخُزَاعِيّ سمع أم الدَّرْدَاء انْتَهَى.
وَوهم الشَّيْخ مُحيي الدَّين النَّوَوِيّ فِي الْمَنَاسِك الَّتِي لَهُ فَقَالَ روينَا عَن طَلْحَة عَن عبيد الله أحد الْعشْرَة فَلَيْسَ هَذَا طَلْحَة الصَّحَابِيّ.
قَالَ ابْن عبد الْبر فِي التَّقَصِّي وَرَوَى هَذَا الحَدِيث أَبُو النَّضر إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْعجلِيّ عَن مَالك عَن إِبْرَاهِيم بن أبي عبلة عَن طَلْحَة بن عبيد الله بن كريز عَن أَبِيه وَلم يقل فِيهِ عَن أَبِيه غَيره وَلَيْسَ بِشَيْء وَالصَّوَاب مَا فِي الْمُوَطَّأ انْتَهَى كَلَامه.
قَالَ فِي الصِّحَاح الْوَازِع الَّذِي يتَقَدَّم الصَّفّ فَيُصْلِحهُ انْتَهَى.
وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَحشر لِسُلَيْمَان جُنُوده من الْجِنّ وَالْإِنْس وَالطير فهم يُوزعُونَ} الدَّحْر الْبعد قَالَ تَعَالَى: {مَدْحُورًا} أَي مُبْعدًا.
511- الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ:
عَن عقبَة بن عَامر سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول عَلَى الْمِنْبَر: «أَلا إِن الْقُوَّة الرَّمْي» قَالَهَا ثَلَاثًا.
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي آخر الْجِهَاد من حَدِيث أبي عَلّي ثُمَامَة بن شفي سمع عقبَة بن عَامر يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَر يَقُول: «{وَأَعدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُم من قُوَّة} أَلا إِن الْقُوَّة الرَّمْي أَلا إِن الْقُوَّة الرَّمْي أَلا إِن الْقُوَّة الرَّمْي». انْتَهَى.